إصابات الحبل الشوكي والعلاج بالخلايا الجذعية
من المعروف أن إصابات الحبل الشوكي في العمود الفقري غير قابلة للشفاء، وتمثل تحدي كبير بالنسبة لحياة المصابين طوال حياتهم، لما ينتج عنها من عطب المقدرات الحسية والحركية لعشرات الألوف من البشر كل عام – أكثر من ٥٠٠،٠٠٠ ألف – حول العالم.
وقد أجريت العديد من المحاولات والأبحاث في العشرين سنة الماضية على فعّالية الخلايا الجذعية في محاولة علاج هذه الحالات شبه الميؤوس منها لمساعدتهم طبياً ونفسياً واجتماعياً على تجاوز محنتهم.
وفي دراسة حديثة نشرت منذ عدة أيام في صفحة damankis et Al للأبحاث العلمية بتاريخ 38/4/2022؛ تم تمحيص ١٨ مقال سريري عن حالات تجاوزت المائة في إمكانية علاج مثل هذه الحالات بالخلايا الجذعية، وقد أوضحت الدراسة أن هنالك أمل كبير في العلاج وخاصة عند استخدام الخلايا المأخوذة من الحبل السري للمواليد، ورغم أن التحسن الذي أظهرته هذه الدراسة يعتبر ضئيلاً، إذ لا يتجاوز ٢٠-٣٠٪ – وذلك بسبب صعوبة إعادة ترميم الخلايا العصبية، وعدم توفر بروتوكول مثالي للعلاج حتى الآن – إلا أن هذه الدراسة أثبتت وجودها في تطوير العلاج وتحسين مثل هذه الحالات بعدما كان الأمل مفقوداً تماماً. ومن الجدير بالذكر أيضا أن هذ الدراسة لا تظهر بتاتاً أية مضاعفات أو أعراض جانبية للعلاج بالخلايا الجذعية، مما يشجعنا على متابعة الأبحاث وإيجاد طرق أفضل للعلاج بالخلايا الجذعية لإصابات العمود الفقري والحبل الشوكي، وهكذا نلاحظ أن هذه الدراسة واعدة جداً وتفتح أبواباً جديده لعلاج إصابات الحبل الشوكي – بعد النجاح الكبير الذي حققناه في علاج الديسك والمفاصل وإصابات العضلات والأربطة وخشونة الركب – ومع ذلك يبقى علاج الخلايا العصبية والحبل الشوكي يشكل تحدياً كبيراً للأطباء والمرضى، ولا بد من متابعة الأبحاث بمثابرة كبيرة ودون ملل، مع وضع بروتوكولات أكثر فاعلية للمضي قدماً وتطوير الأساليب الناجعة في علاج حالات إصابات الحبل الشوكي.
صحتكم تهمنا ودمتم سالمين.
اترك تعليقاً